top of page

Al Watan (Arabie Saoudite)

سيناريوهات رومانسية مبتكرة لشبان يبوحون بالحب ويرغبون في الزواج


باريس: مارسيل عقل

آلاف الورود الحمراء المنثورة من أعلى جسر الفنانين في باريس ٬ لكي يقول لها "أحبك" ويطلب يدها للزواج. رحلة ليلة

في العاصمة الفرنسية في سيارة ليموزين فخمة تنتهي عند لوحة إعلانية عملاقة وسط العاصمة الفرنسية وعليها كتب اسم

الحبيبة مرفقا بعبارة "أحبك ٬ كوني زوجتي إلى الأبد". يقطف لها القمر أو يأخذها في رحلة جوية على متن مروحية كتب

عليها اسمها. هذه بعض السيناريوهات التي نفذت في باريس لفرنسيين وأجانب ٬ والهدف منها واحد: إعلان الحب للحبيب

وطلب الزواج منه بشكل غير مألوف يسترعي الانتباه ويحث المحبوب على الإجابة ب "نعم".

وحار المحبون في الطريقة الرومانسية أو المبتكرة التي يعلنون بها للحبيب عن غرامهم أو يطلبون يد الحبيبة للزواج ٬ إلى

درجة أن شركات خاصة تكفلت بإيجاد الطريقة والأسلوب الملائم لضمان إثارة إعجاب ودهشة المحبوب. من هذه

الشركات ٬ شركة "ابوتيوسوربريز التي تجد ما يكفي من الزبائن لملء دفتر الطلبات الفريد من نوعه. من زبائنها

"ريجيس" الذي قال "فضلت طريقة خاصة ٬ لا تنساها حبيبتي طيلة عمرها قبل أن أطلبها للزواج ٬ فكلفت الشركة بالقيام

بهذه المهمة. وبعد سهرة عشاء في مطعم باريسي فخم ٬ وجدنا سيارة ليموزين فخمة بطول 9 أمتار بانتظارنا وبعد رحلة

باريسية ليلية رائعة توقفت السيارة أمام يافطة ضخمة مضاءة بالألوان المختلفة ٬ وقد خطّ عليها "فيرونيك ٬ أحبك ٬ هل

تريدين أن تصبحي زوجتي؟". عرض زواج آخر ٬ تقدمه الشركة مقابل حوالي 3 آلاف يورو ٬ وينص على الانطلاق على

متن طائرة خاصة تعزف فيها اوركسترا الألحان المفضّلة للحبيبين قبل أن يشاهد هؤلاء في السماء طائرة أخرى تحمل

يافطة كتب عليها: "هل ترغبين بالزواج مني؟". كما يمكن للخطيب أن يحصل على عشاء فخم على أحد المراكب التي

تجوب نهر السين برفقة حبيبته وعند وصول الحبيبين إلى مستوى برج إيفل تجد الحبيبة أن صورة حبيبها مضاءة في

أسفل البرج ٬ أو صورتها الشخصية وإلى جانبها عبارة بالخط العريض تطلب يدها للزواج".

الوطن ٬ التقت بصاحب شركة "ابوتيوسوربريز" مصمم كافة هذه السيناريوهات الرومانسية والخارقة أحيانا. نيقولا غارو

أكد "أن دراسته وشهاداته لم تكن تعده لإنشاء شركة "طلبات الزواج وفقا لسيناريوهات مبتكرة". فهو حاز على دبلوم

دراسات عليا بهندسة الطيران كما كان يعدّ نفسَه للعمل في سباقات الفورمولا واحد ٬ إلا أن الظروف والصدف حالت دون

ذلك وغيّرت مسلكه. ويروي غارو قصته الفريدة قائلا: "في عام 2000 حاولت إنشاء موقع خاص تحت اسم "أحبك حتى

الجنون" ٬ إلا أنني فشلت في ذلك بسبب عدم خبرتي في اقتصاد الإنترنت ٬ فتوجهت إلى التأليف حيث ألفت ٬ عام ٬2002

كتابا نقديا تهكميا يتحدث عن كواليس الاقتصاد على الإنترنت. وقد نال الكتاب رواجا كبيرا ورشّح لنيل عدد من الجوائز

الأدبية. وهذا ما شجعني على مواصلة الكتابة. فألفت عددا من الكتب التي تحلّت بروح الطرافة والنكتة". إلا أن نيقولا

غارو ٬ لم يتوقف عند الكتابة ٬ بل تعداها إلى الغناء والطرب وكذلك إنتاج الأفلام. "غنيت وسجلت أغنية واحدة يتيمة قبل

أن أكتشف أن هذا الميدان ليس ميداني, ثم أنتجت فيلما وثائقيا في الولايات المتحدة وعملت كمدير مبيعات في أحد

استوديوهات إنتاج ألعاب الفيديو هناك. إلا أن حلم إنشاء شركة خاصة بي لم يفارقني خلال تلك الفترة. فكان يراودني كلما

خضت مجالا جديدا وكأنه يقول لي هذا طريق خاطئ لا تسلكه".

أما الظروف التي دفعت به إلى إنشاء هذه الشركة فيقول غارو "منذ طفولتي ٬ وكلما أغرمت بفتاة كنت أفكر في قرارة

نفسي :كيف يمكن لي أن أعترف لها بحبي بطريقة مبتكرة تدهشها وتنال إعجابها. فكنت مثلا أخبئ الورود في دفاتر

البنات اللواتي أحببتهن. وعندما بلغت ٬ تبيّن لي أن عشرات الشركات تهتم بموضوع "اللقاء والزواج" ٬ فتقوم مثلا بتسهيل

لقاء الشاب والشابة وتقديمهما إلى بعضهما البعض بهدف الزواج ٬ إلا أن أيا منها لم يهتم بطريقة إعلان الحب للحبيب. ولم

تتصور أي شركة طريقة رومانسية جديدة ٬ أو طريفة أو مبتكرة لكي يتقدم الشاب إلى الشابة بطلب الزواج. لذا قمت

باستطلاع للرأي في فرنسا ٬ أكدت فيه 80 % من الفرنسيات أنهن أحبطن وخاض ظنهنّ من الطريقة التي تم فيها طلب

الزواج. وعلمت أنه وفي كل عام يقصد 3 ملايين من الشباب العاصمة الفرنسية يدا بيد ٬ لأسباب رومانسية ٬ أو لإعلان

حبهما أو لطلب الزواج. عندها أيقنت أنه ينبغي أن أسس شركة تسمح لهؤلاء المحبين الذين يتواجدون في باريس "بإدهاش

الحبيب بطريقة أنيقة ورومانسية ومبتكرة. وبعد عامين من التحضيرات ٬ أطلقت شركة "ابوتيوسوربريز" في شهر يناير

". عام 2006

ورغم الشكوك التي أحاطت بمشروعه الكبير خلال الأشهر الأولى ٬ لم ييأس الشاب الفرنسي من إنجاح مساعيه. فاتصل

بالمؤسسات الفرنسية الكبيرة ٬ مثل متحف غريفان أو إدارة ملعب فرنسا الكبير ٬ أو حتى المشرفين على إدارة برج إيفيل.

ووافق المعنيون بالأمر على المشاركة في سيناريوهات غارو الغريبة والطريفة. "حتى إنني تمكنت من العمل مع شركة

طيران من أجل رسم قلب في الفضاء من أجل أحد المحبين الذي أراد إعلان حبه لحبيبته. كما تمكنت من وضع صورة

الحبيب على أسفل برج إيفل على يافطة طولها 50 مترا مرفقة بطلب الزواج الذي اكتشفته الحبيبة أثناء رحلة رومانسية

وعشاء فاخر على باخرة على نهر السين في باريس".

ويتذكر نيقولا غارو أول زبائنه "وكان رب عمل مولعا كثيرا بحبيبته. اتصل بي طالبا مني أن أنفذ سيناريو يعلن فيه عن

حبه لها. وبالفعل نفّذت سيناريو أعجب الحبيبة التي أصبحت زوجته. وهو ٬ أي رب العمل ٬ لم يكتف بهذا ٬ بل طلب مني

حتى الآن 10 سيناريوهات جديدة ٬ ليقول لها دائما : أحبك".

وعن تطور الشركة التي يحب غارو أن يصفها ب "صانعة الحلم" ومشاريع المستقبل يقول غارو: " لدينا الآن كاتالوج

يحتوي 40 سيناريو قيد التنفيذ وبكل الأسعار. منها مثلا طلب زواج في أحد القصور الفرنسية التاريخية حيث يمضي

الحبيبان سهرة يتبعها طلب الزواج محاطين بخدم وحشم على طريقة القصور في القرون الوسطى. كما أن هناك

سيناريوهات لا تخطر على بال أحد. ونحن نتكفل بكل التفاصيل فلا يهتم المحب بأي شيء. وهدفنا الأول هو إقامة نوع

من الفقاعة أو الهالة حول الخطيبين وإثارة مشاعرهما حتى بلوغ أوج الأحاسيس والانفعالات بطلب الزواج الرسمي".

وأمام نجاح نشاطات الشركة في باريس ٬ قررت فتح فرع لها على الشاطئ اللازوردي (جنوب فرنسا) تحت اسم

"ابوتيوسوربريز ريفييرا" حيث نقوم بتنفيذ سيناريوهات رومانسية على الرفييرا الفرنسية لمحبين من العالم كله يرتادون

هذه المنطقة السياحية". كما يرغب نيقولا غارو بفتح فروع للشركة في الخارج وربما في مدينة البندقية الإيطالية "التي

عشت فيه بضعة سنواتا" كما يقول.

وأمام المنافسة المحتلمة ٬ يؤكد المهندس والكاتب ورجل الأعمال الشاب نيقولا غارو: "أن الشركات المختصة بتنظيم

حفلات الزواج ٬ وبدلا من منافستي ٬ تقترح على زبائنها خدمات شركة "ابوتيوسوربريز" وقد جاء عدد من زبائني من هذه

الشركات بالتحديد. وهي على أي حال لا تستطيع استخدام مفهوم "إعلان الحب وفقا لسيناريو خاص" لأنني حفظت حقوقي

الصناعية فيه.

وعن أفضل سيناريوهات نفذها يقول غارو: الفرنسيون يحبون الرحلة الليلية بسيارة ليموزين كبيرة يليها ظهور لوحة

إعلانية كبيرة تحمل اسم الحبيب وطلب الزواج. أما الأجانب فقد أحبوا كثيرا سيناريو الورود الحمراء التي تنثر من أعلى

جسر الفنانين في باريس فيما تمرّ باخرة يتناول عليها الحبيبان طعام العشاء على ضوء الشموع. كما أعجب الكثير من

زبائني الأجانب بفكرة مرور طائرة فوق أحد القصور الفرنسية العائدة إلى العصور الوسطى حيث يتعشى الحبيبان

محاطين بالخدم والحشم الذين يرتدي اللباس الفرنسي التقليدي ٬ قبل أن تمرّ طائرة فوق القصر وعلى جناحيها كتب "أحبك

مرفقا باسم الحبيبة". ويتابع غارو: "إنني فخور بسيناريو جديد صممّته مؤخرا وهو يدور بين مدينة "سان تروبيز" جنوب

فرنسا وإمارة موناكو ٬ حيث يتمكن الحبيبان من السباحة مع الدلافين. ويقوم أحد الدلافين المدربة بحمل كرة بيضاء كبيرة

ويقدمها إلى العروس التي تجد داخلها خاتم الخطوبة أو رسالة حب.".

وعن أغرب السيناريوهات يقول غارو: أغرب السيناريوهات أن تتمكن العروس من رؤية عريسها وهو "يقطف القمر

بيديه ويقدمه هدية ". ويبدأ السيناريو برحلة رومانسية سيرا على الأقدام على أحد الشواطئ في الجنوب الفرنسي. ثم يطلب

الحبيب من حبيبته انتظاره قليلا ليحضر لها هدية. ويبتعد عنها حوالي 50 مترا قبل أن يبدأ بالصعود إلى السماء وباتجاه

القمر بالذات. وعندما يصل إلى مستوى القمر ٬ يقوم بقطفه وأخذه بين يديه قبل أن يهبط عائدا إلى الأرض ويقدم القمر إلى

رق ٬ طلب نيقولا غارو ٬ مساعدة أحد المختصين بالألعاب والمتخيلات الوهمية. حبيبته. ولكي ينفذ هذا السيناريو الخا


bottom of page